الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) (القصص: 85) فهو يعتقد ان الزمان دور وان الإنسان نبات أو نور حمامه تمامه واختطافه قطافه قد محي الإيمان من قلبه فما له فيه رسم ونسي الرحمن لسانه فما يمر عليه له اسم ولقد بالغ ابن خاقان في أمره وجاوز الحد فيما وصفه به من هذه الإعتقادات الفاسدة الله اعلم بكنه حاله وأورد له مقاطيع من الشعر فمن ذلك قوله (أسكان نعمان الأراك تيقنوا * بأنكم في ربع قلبي سكان) (ودوموا على حفظ الوداد فطالما * بلينا بأقوام إذا استؤمنوا خانوا) (سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم * هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان) (وهل جردت أسياف برق سماؤكم * فكانت لها إلا جفوني اجفان) وكان قد انشدني هذه الأبيات بعض أشياخ المغاربة الفضلاء بمدينة حلب منسوبة إلى ابن الصائغ المذكور ثم وجدتها بعد ذلك بعينها في ديوان أبي الفتيان محمد بن حيوس الآتي ذكره إن شاء الله تعالى فبقيت شاكا فيما أنشدني ذلك الشيخ وقلت لعله وهم في نسبتها إلى ابن الصائغ إلى أن ودتها في كتابه مطمح الأنفس أيضا منسوبة إلى ابن الصائغ المذكور واللع تعالى اعلم لمن هي منهما وله (ضربوا القباب على أقاح روضة * خطر النسيم بها ففاح عبيرا) (وتركت قلبي سار بين حمولهم * دامي الكلوم يسوق تلك العيرا) (هلا سألت أسيرهم هل عندهم * عان يفك لو سألت غيورا)
(٤٣٠)