669 ابن عمار الأندلسي ذو الوزارتين أبو بكر محمد بن عمار المهري الأندلسي الشلبي الشاعر المشهور هو وابن زيدون القرطبي المذكور في حرف الهمزة فرسا رهان ورضيعا لبان في التصرف في فنون البيان وهما كانا شاعري ذلك الزمان وكانت ملوك الأندلس تخاف من ابن عمار المذكور لبذاءة لسانه وبراعة إحسانه لا سيما حين اشتمل عليه المعتمد على الله ابن عباد صاحب غرب الأندلس الآتي ذكره في هذا الحرف إن شاء الله تعالى وأنهضه جليسا وسميرا وقدمه وزيرا ومشيرا ثم خلع عليه خاتم الملك ووجهه أميرا وكان قد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فتبعته المواكب والمضارب والنجائب والجنائب والكتائب والجنود وضربت خلفه الطبول ونشرت على رأسه الرايات والبنود فملك مدينة تدمير وأصبح راقي منبر وسرير مع ما كان فيه من عدم السياسة وسوء التدبير ثم وثب على مالك رقه ومستوجب شكره ومستحقه فبادر إلى عقوقه وبخس حقه فتحيل المعتمد عليه وسدد سهام المكايد إليه حتى حصل في قبضته قنيصا وأصبح لا يجد محيصا إلى أن قتله المعتمد في قصره ليلا بيده وامر من انزله في ملحده وذلك في سنة سبع وسبعين وأربعمائة بمدينة إشبيلية وكانت ولادته في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وقصته مشهورة ولما
(٤٢٥)