وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ٣٣٥
أعرابيا قال اللهم من ظلمني مرة فاجزه ومن ظلمني مرتين فاجزني واجزه ومن ظلمني ثلاث مرات فجزني ولا تجزه وكان أبو منصور المذكور جامعا لشتات اللغة مطلعا على أسرارها ودقائقها وصنف في اللغة كتاب التهذيب وهو من الكتب المختارة يكون أكثر من عشر مجلدات وله تصنيف في غريب الألفاظ التي تستعملها الفقهاء في مجلد واحد وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه وكتاب التفسير ورأى ببغداد أبا إسحاق الزجاج وأبا بكر ابن الأنباري ولم ينقل انه أخذ عنهما شيئا وكانت ولادته سنة اثنتين وثمانين ومائتين وتوفي في سنة سبعين وثلاثمائة في أواخرها وقيل سنة إحدى وسبعين بمدينة هراة رحمه الله تعالى والأزهري بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الهاء وبعدها راء هذه النسبة إلى جده أزهر المذكور وقد تقدم الكلام على الهروي والقرامطة نسبتهم إلى رجل من سواد الكوفة يقال له قرمط بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وبعدها طاء مهملة ولهم مذهب مذموم وكانوا قد ظهروا في سنة إحدى وثمانين ومائتين في خلافة المعتضد بالله وطالت أيامهم وعظمت شوكتهم وأخافوا السبيل واستولوا على بلاد كثيرة وأخبارهم مستقصاة في التواريخ وكانت وقعة الهبير التي أشار إليها في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وكان مقدم القرامطة يوم ذاك أبا طاهر الجنابي القرمطي ولما ظهر على الحجاج قتل بعضهم واسترق آخرين واستولى على جميع أموالهم وذلك في خلافة المقتدر بن المعتضد وقيل كان أول ظهورهم في سنة ثمان وسبعين ومائتين
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»