وكانت شتى وأغناكم بما أمضته كان وقد عن سوف وحتى فليهنكم أن الله قد ذكركم به فيمن عنده وجعلكم بعد أن كنتم جنودا لأهويتكم جنده وشكر لكم الملائكة المنزلون على ما اهديتم لهذا البيت من طيب التوحيد ونشر التقديس والتمجيد وما امطتم عن طرقهم فيه من أذى الشرك والتثليث والاعتقاد الفاجر الخبيث فالآن تستغفر لكم أملاك السماوات وتصلي عليكم الصلوات المباركات فاحفظوا رحمكم الله هذه الموهبة فيكم واحرسوا هذه النعمة عندكم بتقوى الله التي من تمسك بها سلم ومن اعتصم بعروتها نجا وعصم واحذروا من اتباع الهوى ومواقعة الردى ورجوع القهقري والنكول عن العدا وخذوا في أنتهاز الفرصة وإزالة ما بقي من الغصة وجاهدوا في الله حق جهاده وبيعوا عباد الله أنفسكم في رضاه إذ جعلكم من خير عباده وإياكم وان يستزلكم الشيطان وان يتداخلكم الطغيان فيخيل لكم ان هذا النصر بسيوفكم الحداد وخيولكم الجياد وبجلادكم في موطن الجلاد لا والله ما النصر من عند الله ان الله عزيز حكيم فاحذروا عباد الله بعد ان شرفكم بهذا الفتح الجليل والمنح الجزيل وخصكم بنصره المبين واعلق أيديكم بحبله المتين ان تقترفوا كبيرا من مناهيه وان تأتوا عظيما من معاصيه فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا وكالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين والجهاد الجهاد فهو من أفضل عباداتكم وأشرف عاداتكم انصروا الله ينصركم احفظوا الله يحفظكم اذكروا الله يذكركم اشكروا الله يزدكم ويشكركم جدوا في حسم الداء وقلع شأفة الأعداء وطهروا بقية الأرض من هذه الأنجاس التي أغضبت الله ورسوله واقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله فقد نادت الأيام ياللثارات الإسلامية والملة المحمدية الله أكبر فتح الله ونصر غلب الله وقهر أذل الله من كفر واعلموا رحمكم الله أن هذه فرصة فانتهزوها وفريسة فناجزوها وغنيمة فحوزوها ومهمة فأخرجوا لها هممكم وأبرزوها وسيروا إليها
(٢٣٤)