وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٧١
يغرب على بعض أفتأذن في ذلك فأذن له فوجه إليه برجلين أحدهما طويل جسيم والآخر أيد فقال معاوية لعمرو بن العاص أما الطويل فقد أصبنا كفؤه وهو قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وأما الآخر الأيد فقد احتجنا إلى رأيك فيه فقال عمرو ها هنا رجلان كلاهما إليك بغيض محمد بن الحنيفة وعبد الله بن الزبير فقال معاوية من هو أقرب إلينا على كل حال فلما دخل الرجلان وجه إلى قيس بن سعد بن عبادة يعلمه فدخل قيس فلما مثل بين يدي معاوية نزع سراويله فرمى بها إلى العلج فلبسها فبلغت ثندوته فأطرق مغلوبا فقيل إن قيسا لاموه في ذلك وقيل له لم تبذلت هذا التبذل بحضرة معاوية هلا وجهت إليه غيرها فقال (أردت لكيما يعلم الناس أنها * سراويل قيس والوفود شهود) (وان لا يقولوا غاب قيس وهذه * سراويل عادي نمته ثمود) (وإني من القوم اليمانين سيد * وما الناس إلا سيد ومسود) (وبذ جميع الخلق أصلي ومنصبي * وجسم به أعلو الرجال مديد) ثم وجه معاوية إلى محمد بن الحنفية فحضر فخبر بما دعي له فقال قولوا له إن شاء فليجلس وليعطني يده حتى أقيمه أو يقعدني وإن شاء فليكن القائم وأنا القاعد فاختار الرومي الجلوس فأقامه محمد وعجز الرومي عن إقعاده ثم اختار أن يكون محمد هو القاعد فجذبه محمد فأقعده وعجز الرومي عن إقامته فانصرفا مغلوبين وكانت راية أبيه يوم صفين بيده ويحكى انه توقف أول يوم في حملها لكونه قتال المسلمين ولم يكن قبل ذلك شهد مثاله فقال له علي رضي الله عنه هل عندك شك في جيش مقدمه أبوك فحملها وقيل لمحمد كيف كان
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»