وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
ولما مات رثاه خلق كثير وهذه المرثية منسوبة إلى أبي بكر محمد بن دريد صاحب المقصورة وقد ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد وأولها (بملتفتيه للمشيب طوالع * زواجر عن ورد التصابي روادع) (تصرفه طوع العنان وربما * دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع) (ومن لم يزعه لبه وحياؤه * فليس له من شيب فوديه وازع) (هل النافر المدعو للحظ راجع * أم النصح مقبول أم الوعظ نافع) (أم الهمك المغموم بالجمع عالم * بأن الذي يوعي من المال ضائع) (وأن قصاراه على فرط ضنه * فراق الذي أضحى له وهو جامع) (ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده * ولكن جمع العلم للمرء رافع) (ألم تر آثار ابن إدريس بعده * دلائلها في المشكلات لوامع) (معالم يفنى الدهر وهي خوالد * وتنخفض الأعلام وهي فوارع) (مناهج فيها للهدى متصرف * موارد فيها للرشاد شرائع) (ظواهرها حكم ومستبطناتها * لما حكم التفريق فيه جوامع) (لرأي ابن إدريس ابن عم محمد * ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع) (إذا المفظعات المشكلات تشابهت * سما منه نور في دجاهن لامع) (أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع) (توخى الهدى واستنقذته يد التقى * من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع) (ولاذ بآثار الرسول فحكمه * لحكم رسول الله في الناس تابع) (وعول في أحكامه وقضائه * على ما قضى في الوحي والحق ناصع) (بطيء عن الرأي المخوف التباسه * إليه إذا لم يخش لبسا مسارع) (وأنشأ له منشيه من خير معدن * خلائق هن الباهرات البوارع)
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»