ارتدوا عن الدين وانكروا الشرائع وعادوا إلى ما كانوا عليه من الجاهلية واتفقت الصحابة على قتالهم وقتلهم ورأى أبو بكر رضي الله عنه سبي ذراريهم ونسائهم وساعده على ذلك أكثر الصحابة واستولد علي رضي الله عنه جارية من سبي بني حنيفة فولدت له محمد بن علي الذي يدعى محمد بن الحنفية ثم لم ينقرض عصر الصحابة حتى اجمعوا على أن المرتد لايسبى وأما كنيته بأبي القاسم فيقال إنها رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه قال لعلي رضي الله عنه سيولد لك بعدي غلام وقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل لأحد من أمتي من بعده وممن يسمى محمدا ويكنى أبا القاسم محمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن طلحة بن عبيد الله ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ومحمد بن الأشعث بن قيس وكان محمد المذكور كثير العلم والورع وقد ذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء وكان شديد القوة وله في ذلك اخبار عجيبة منها ما حكاه المبرد في كتاب الكامل إن أباه عليا رضي الله عنه استطال درعا كانت له فقال لينقص منها كذا وكذا حلقة فقبض محمد إحدى يديه على ذيلها والأخرى على فضلها ثم جذبها فقطع من الموضع الذي حده أبوه وكان عبد الله بن الزبير إذا حدث بهذا الحديث غضب واعتراه افكل وهو الرعدة لأنه كان يحسده على قوته وكان ابن الزبير أيضا شديد القوى ومن قوته أيضا ما حكاه المبرد في كتابه أن ملك الروم في أيام معاوية وجه إليه إن الملوك قبلك كانت تراسل الملوك منا ويجهد بعضهم أن
(١٧٠)