وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
161 قلت ثم أنتزعها السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحي النجمي من أيديهم في ثاني عشرين رجب من شهور سنة ثلاث وستين وستمائة بعد ان ملك قيسارية وخربها وعفى آثارها مع كثير من البلاد الساحلية التي تجاورها مثل يافا وغيرها فامتلكها وبقي بها بعد ذلك والملك الظاهر المذكور هو أحد مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل ابن الملك العادل ابن أيوب وسيأتي ذكر والده في محله وتولى المملكة بعد قتل الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي في سنة ثمان وخمسين وستمائة وكان قتل المظفر وهو عائد من كسرة التتر المخذولين وهي الكسرة المشهورة على عين جالوت بالقرب من بيسان وقتل بمنزله القصير من الرمل وتولى الظاهر بعده باتفاق الأمراء عليه وتوجه لليلته ووصل القلعة في اليوم الثاني لمسيره ودخلها وكنت يومئذ بالقاهرة وكان ملكا عالي الهمة شديد البأس لم نر في مثل هذا الزمان ملكا مثله في عزمه وهمته وسعادته وفتح من حصون الفرنج والإسماعيلية ما أعيا ما تقدمه من ملوك الإسلام وذلك في مدة مملكته وكسر التتر دفعات آخرها في أواخر سنة خمس وسبعين وستمائة بحدود بلاد الروم ودخل الروم ووصل إلى قيسارية
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»