وكبارها يومئذ بدمشق المحروسة حماها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين 163 ولما نزل الملك السعيد من قلعة الجبل انتهى رأي أكابر الأمراء على أن يقيموا أخاه سيف الدين سلامش وكان صغيرا تقدير عمره دون عشر سنين وان يلقبوه بالملك العادل فوضعوه مكانه في السلطنة وأن يكون أتابك العساكر ومتولي التدبير الأمير سيف الدين قلاون الصالحي المعروف بالألفي الكبير فجرى الأمر على ذلك واستمر هذا الحال كذلك إلى أواخر شهر رجب من السنة فاستقل الأمير سيف الدين قلاون المذكور بالسلطنة وركب بأبهتها في حادي عشرين رجب المذكور ولقب بالملك المنصور وخلفه الأمراء والناس ودخل أهل جميع الممالك في طاعته ولم يبق إلا الملك السعيد بالكرك ثم إن الأمراء أرسلوا إلى الملك السعيد بالكرك أخوة سلامش المذكور وعامة أهل بيت الملك الظاهر فانقطعت مملكتهم من الديار المصرية وغيرها ولم يبق لهم إلا قلعة الكرك وما هو مضاف إليها والله متولي الأمور وبمشيئته يجري كل مقدور وكان سبب وفاة الملك السعيد أنه خرج إلى الصيد فتقنطر به الفرس فحمل إلى قلعة الكرك فبقي يويمات قلائل مريضا ثم توفي في التاريخ المذكور
(١٥٨)