الحمراء من أعمال نيسابور وأكثروا فيها الفساد واتصل الخبر بالمأمون بعث إلى عبد الله وهو بالدينور يأمره بالخروج إلى خراسان فخرج إليها في النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين وحارب الخوارج وقدم نيسابور في رجب سنة خمس عشرة ومائتين وكان المطر قد انقطع عنها تلك السنة فلما دخلها مطرت مطرا كثيرا فقام إليه رجل بزاز من حانوته وأنشده (قد قحط الناس في زمانهم * حتى إذا جئت جئت بالدرر) (غيثان في ساعة لنا قدما * فمرحبا بالأمير والمطر) هكذا قال السلامي في أخبار خراسان وذكر الطبري في تاريخه أن طلحة ابن طاهر المذكور في ترجمة أبيه لما مات في سنة ثلاث عشرة وعبد الله يوم ذاك بالدينور أرسل المأمون إليه القاضي يحيى بن أكثم يعزيه عن أخيه طلحة ويهنئه بولاية خراسان وذكر بعد هذا في ولاية طلحة شيئا آخر فقال إن المأمون لما مات طاهر وكان ولده عبد الله بالرقة على محاربة نصر بن شبث ولاه عمل أبيه كله وجمع له مع ذلك الشام فوجه عبد الله أخاه طلحة إلى خراسان والله أعلم وذكر الطبري أيضا في سنة ثلاث عشرة أن المأمون ولى أخاه المعتصم الشام ومصر وابنه العباس بن المأمون الجزيرة والثغور والعواصم وأعطى كل واحد منهما ومن عبد الله بن طاهر خمسمائة ألف دينار وقيل إنه لم يفرق في يوم من المال مثل ذلك وكان أبو تمام الطائي قد قصد عبد الله من العراق فلما انتهى إلى قومس وطالت به الشقة وعظمت عليه المشقة قال (يقول في قومس صحبي وقد أخذت * منا السرى وخطى المهرية القود) (أمطلع الشمس تنوي أن تؤم بنا * فقلت كلا ولكن مطلع الجود) قلت وقد أخذ أبو تمام هذين البيتين من أبي الوليد مسلم بن الوليد
(٨٤)