وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٥٦
زيادة هي نقص الإسلام وثلم في البرية يتجاوز رتبة الانثلام إلى الانهدام وذلك ما قضاه الله وقدره من وفاة الإمام شرف الدين بن أبي عصرون رحمه الله تعالى وما حصل بموته من نقص الأرض من أطرافها ومن مساءة أهل الملة ومسرة أهل خلافها فلقد كان علما للعلم منصوبا وبقية من بقايا السلف الصالح محسوبا والعلم بالشام زرعه وكل من انتفع فعليه كان وإليه ينسب نفعه رضي الله عنه وأرضاه ونضح بماء الرحمة مثواه وما مات من أبقى تلك التصانيف التي هي المعنى المغني بل ما مات من ولده المحيي فإنه والله لآثاره ولعلمه المحيي والحضرة تنوب عني في تعزيته والقيام بحق تسليته وقد ساءتني الغيبة عن مشهده وتغبير القدم وراء سريره والتوسل إلى الله في ساعة مقدمه ولقد علم الله اغتمامي لفقد حضرته واستيحاشي لخلو الدنيا من بركته واهتمامي بما عدمت من النصيب الموفور كان من أدعيته وما مات بحمد الله حتى أحرز غيبته بأولاد كرام بررة وأنشأ طلبة للعلم نقلة وللمدارس عمرة وحتى بنى لله المدارس والمساجد وأحيا نهاره وليله بين راكع وساجد فهو حي لمجده وإنما نحن الموتى بفقده وتعذر علي أن ينتقل بقايا الخير وأعقاب السلف وأن يفارق من ليس لنا منه لولا خلفه خلف والحديثي بفتح الحاء المهملة وكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ثاء مثلثة هذه النسبة إلى حديثة الموصل وهي بليدة على دجلة بالجانب الشرق قرب الزاب الأعلى وهي غير الحديثة التي يقال لها حديثة النورة وهي قلعة حصينة على فراسخ من الأنبار في وسط الفرات والماء
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»