نائب وأنا ذلك النائب فلم يقدر على مشاقته خوفا أن يسلمها إلى الخليفة فسكت عنه وأقره على حاله ولما امتنع تبر من التسليم كان زين الدين يقول سود الله وجهك يا تبر كما سودت وجهي مع قطب الدين ولم يزل تبر بها إلى أن مات ولم يكن له ولد سوى بنت فتزوجها ابن أخيه وهو عيسى بن مودود صاحب هذه الترجمة وملك تكريت ثم إنه أحب مطربة فتزوجها وأولدها ولدين شمس الدين وفخر الدين وتوصلت المطربة وزوجت ابنها الشمس بابنة حسن بن قفجاق أمير التركمان وطلبت منه خمسين فارسا تكون عندهم في تكريت لتحفظها فلما علم إخوته بذلك وكانوا اثني عشر رجلا وثبوا على أخيهم عيسى المذكور فقتلوه خنقا وملكوا تكريت ثم وقع بينهم الاختلاف فباعها المقدم منهم للإمام الناصر لدين الله والله أعلم وتكريت بكسر التاء المثناة من فوقها وسكون الكاف وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وهي بلدة كبيرة لها قلعة حصينة على دجلة فوق بغداد بنحو ثلاثين فرسخا وهي في بر الموصل وسميت تكريت بتكريت بنت وائل أخت بكر بن وائل وبنى قلعتها سابور بن أردشير بن بابك وهو ثاني ملوك الفرس
(٥٠٠)