لم يسمها أخمص دارج ولم يلج فيها جان من مارج منحتها أنفاس الهجير لوافح زفرات السعير فارجحنت من الأين وراهقت مداناة الحين فأتت العمق بعد ثلاث تستبق وقد أدنفها اللغوب وكادت أن تعلق بها شعوب فألفت الماء أزرق سلسالا يعثر بصفحاته النسيم وتعطفه ذوائب التسنيم غير أن لا سبيل لها إلى مقراته ولا وصول إلى موارده ونهلاته (ترنو إليه خوازرا بعيونها * إذ حاولت مضض الجواد عظيما) (بأشد من ظمئي إلى لقياكم * من حيث آنس قلبي التسليما) فالرغبة والابتهال إلى فارض الفرض ورب السكون والنبض أن يحقق الأماني ويبدل النائي بالداني إنه سميع الدعاء ومن دوبيتياته (القبض لديك في الهوى والبسط * يا من أملي عذاره المختط) (قالوا رشأ فقلت مه لا تخطوا * من أين لساكن الفيافي قرط) وله في النظم والنثر شيء كثير ولطيف ومولده بمدينة حماة وقتله إخوته سنة أربع وثمانين وخمسمائة بقلعة تكريت رحمه الله تعالى وكان له أخ اسمه الياس وهو الذي سلم تكريت إلى الإمام الناصر في شوال سنة خمس وثمانين وخمسمائة وسيأتي في ترجمة مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل أن تكريت كانت لأبيه زين الدين وكان له غلام من أهل حمص اسمه تبر ويقال طبر أيضا بالتاء والطاء فولاه قلعة العمادية وكانت أيضا له ثم نقله إلى قلعة تكريت فلما كبر زين الدين وعزم على الانتقال إلى إربل كما شرحته في ترجمة ولده مظفر الدين سلم البلاد التي كانت له إلى قطب الدين فعصى تبر في تكريت وسير إلى قطب الدين مودود صاحب الموصل يقول له أنت ما تقيم بتكريت ولا بد لك فيها من
(٤٩٩)