أعمل على الأكثر وأسمي ما خالفني لغات وأخبار أبي عمرو كثيرة وكانت ولادته سنة سبعين وقيل ثمان وستين وقيل خمس وستين للهجرة بمكة وتوفي سنة أربع وخمسين وقيل تسع وخمسين وقيل ست وخمسين ومائة بالكوفة وكان قد خرج إلى الشام يجتدي عبد الوهاب ابن إبراهيم الإمام والي دمشق فلما عاد إلى الكوفة توفي بها وقال ابن قتيبة مات في طريق الشام ونسبوه في ذلك إلى الغلط فقد ذكر بعض الرواة أنه رأى قبر أبي عمرو بالكوفة مكتوبا عليه هذا قبر أبي عمرو بن العلاء ولما حضرته الوفاة كان يغشى عليه ويفيق فأفاق من غشية له فإذا ابنه بشر يبكي فقال ما يبكيك وقد أتت علي أربع وثمانون سنة رحمه الله تعالى ورثاه عبد الله بن المقفع بقوله (رزئنا أبا عمرو ولا حي مثله * فلله ريب الحادثات بمن فجع) (فإن تك قد فارقتنا وتركتنا * ذوي خلة ما في انسداد لها طمع) (فقد جرنفعا فقدنا لك أننا * أمنا على كل الرزايا من الجزع) وقد قيل إنما رثي بها يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي الكوفي الشاعر المشهور وهو ابن خال السفاح أول خلفاء بني العباس رضي الله عنه وقيل بل رثي بها عبد الكريم بن أبي العوجاء والأول أشهر والله أعلم وقيل إن هذه الأبيات لمحمد بن عبد الله بن المقفع والله أعلم وأقول إن هذه المرثية إن كانت في أبي عمرو المذكور فما يمكن أن تكون لعبد الله لأنه مات قبل موت أبي عمرو وإن كانت لمحمد فيمكن ذلك ولكنها مشهورة في أبي عمرو المذكور وإنما أتيت بأبي عمرو في هذا الحرف وهذه كنيته لا اسم للعذر الذي تقدم في حرف الباء في ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن فلينظر هناك 139 وأما عبد الوهاب المذكور فهو ابن إبراهيم المعروف بالإمام المذكور
(٤٦٩)