قلت هذا عبد الله بن عمر هو الذي حفر نهر البصرة المعروف بنهر ابن عمر المشهور في مكانه وهو عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي الحكمي حبسه مروان بن محمد المنبوز بالحمار آخر ملوك بني أمية مع إبراهيم ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بالإمام بحران وقتلهما في سنة نيف وثلاثين ومائة ودخل عمرو يوما على أبي جعفر المنصور في خلافته وكان صاحبه وصديقه قبل الخلافة وله معه مجالس وأخبار فقربه وأجلسه ثم قال له عظني فوعظه بمواعظ منها إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده فلما أراد النهوض قال قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم قال لا حاجة لي فيها قال والله تأخذها قال والله لا آخذها وكان المهدي ولد المنصور حاضرا فقال يحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت فالتفت عمرو إلى المنصور وقال من هذا الفتى قال هذا المهدي ولدي وولي عهدي فقال أما لقد ألبسته لباسا ما هو من لباس الأبرار وسميته باسم ما استحقه ومهدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل ما يكون عنه ثم التفت عمرو إلى المهدي وقال نعم يا ابن أخي إذا حلف أبوك أحنثه عمك لأن أباك أقوى على الكفارات من عمك فقال له المنصور هل من حاجة قال لا تبعث إلي حتى اتيك قال إذا لا تلقني قال هي حاجتي ومضى فأتبعه المنصور طرفه وقال (كلكم يمشي رويد * كلكم يطلب صيد) (غير عمرو بن عبيد *) ولما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم على أبي جعفر المنصور وقدم البصرة ثم خرج منها وبلغ
(٤٦١)