وكان التهامي المذكور قد وصل إلى الديار المصرية مستخفيا ومعه كتب كثيرة من حسان بن مفرج بن دغفل البدوي وهو متوجه إلى بني قرة فظفروا به فقال أنا من بني تميم فلما انكشفت حاله عرف أنه التهامي الشاعر فاعتقل في خزانة البنود وهو سجن بالقاهرة المحروسة وذلك لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وأربعمائة ثم قتل سرا في سجنه في تاسع جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى وكان أصفر اللون هكذا نقلته من بعض تواريخ المصريين وهو مرتب على الأيام قد كتب مؤلفه كل يوم وما جرى فيه من الحوادث رأيت منه مجلدا واحدا ولا أعلم كم عدد مجلداته وبعد موته رآه بعض أصحابه في النوم فقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي فقال بأي الأعمال فقال بقولي في مرثية ولدي الصغير (جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري) والتهامي بكسر التاء المثناة من فوقها وفتح الهاء وبعد الألف ميم هذه النسبة إلى تهامة وهي تنطلق على مكة حرسها الله تعالى ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم تهامي لأنه منها وتنطلق أيضا على جبال تهامة وبلادها وهي خطة متسعة بين الحجاز وأطراف اليمن ولا أعلم هل نسبة هذا الشاعر إلى مكة أم إليها والله أعلم
(٣٨١)