وفي هذه السنة مات البحتري الشاعر وتوفي يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة ببغداد وقيل سنة سبع وخمسين والأول أصح وكان قد خلط قبل أن يموت رحمه الله تعالى وهذه سنة ست وخمسين مات فيها عالمان كبيران وثلاثة ملوك كبار فالعالمان أبو الفرج المذكور وأبو علي القالي وقد ذكرناه في حرف الهمزة والملوك الثلاثة سيف الدولة بن حمدان ومعز الدولة بن بويه وكافور الإخشيدي وهو مذكور في ترجمة كل واحد 441 الحافظ ابن عساكر الحافظ أبو القاسم علي بن أبي محمد الحسن بن هبة الله أبي الحسن بن عبد الله بن الحسين المعروف بابن عساكر الدمشقي الملقب ثقة الدين كان محدث الشام في وقته ومن أعيان الفقهاء الشافعية غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ وكان رفيق الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة وكان حافظا دينا جمع بين معرفة المتون والأسانيد سمع ببغداد في سنة عشرين وخمسمائة من أصحاب البرمكي والتنوخي والجوهري ثم رجع إلى دمشق ثم رحل إلى خراسان ودخل نيسابور وهراة وأصبهان والجبال وصنف التصانيف المفيدة وخرج التخاريج وكان حسن
(٣٠٩)