432 السيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الفقيه الأصولي الملقب سيف الدين الآمدي كان في أول اشتغاله حنبلي المذهب وانحدر إلى بغداد وقرأ بها على ابن المني أبي الفتح نصر بن فتيان الحنبلي وبقي على ذلك مدة ثم انتقل إلى مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وصحب الشيخ أبا القاسم ابن فضلان واشتغل عليه في الخلاف وتميز فيه وحفظ طريقة الشريف وزوائد طريقة أسعد الميهني المقدم ذكره ثم انتقل إلى الشام واشتغل بفنون المعقول وحفظ منه الكثير وتمهر فيه وحصل منه شيئا كثيرا ولم يكن في زمانه أحفظ منه لهذ العلوم ثم انتقل إلى الديار المصرية وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه التي بالقرافة الصغرى وتصدر بالجامع الظافري بالقاهرة مدة واشتهر بها فضله واشتغل عليه الناس وانتفعوا به ثم حسده جماعة من فقهاء البلاد وتعصبوا عليه ونسبوه إلى فساد العقيدة وانحلال الطوية والتعطيل ومذهب الفلاسفة والحكماء وكتبوا محضرا يتضمن ذلك ووضعوا فيه خطوطهم بما يستباح به الدم وبلغني عن رجل منهم فيه عقل ومعرفة أنه لما رأى تحاملهم عليه وإفراط التعصب كتب في المحضر وقد حمل إليه ليكتب فيه مثل ما كتبوا فكتب
(٢٩٣)