ومن معانيه النادرة قوله (زادت على كحل الجفون تكحلا * ويسم نصل السهم وهو قتول) (وله من جملة قصيد يتشوق صقلية (ذكرت صقلية والأسى * يجدد للنفس تذكارها) (فإن كنت أخرجت من جنة * فإني أحدث أخبارها) (ولولا ملوحة ماء البكاء * حسبت دموعي أنهارها) وكان قد دخل إلى الأندلس سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ومدح المعتمد ابن عباد فأحسن إليه وأجزل عطاياه ولما قبض المعتمد وحبس بأغمات كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى سمع ابن حمديس المذكور له أبياتا عملها المعتمد في الاعتقال فأجابه عنها بقوله (أتيأس من يوم يناقض أمسه * وشهب الدراري في البروج تدور) (ولما رحلتم بالندى في أكفكم * وقلقل رضوى منكم وثبير) (رفعت لساني بالقيامة قد دنت * فهذي الجبال الراسيات تسير) وقد ألم في البيت الأخير بقول عبد الله بن المعتز في مرثيته للوزير أبي القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب (قد استوى الناس ومات الكمال * وقال صرف الدهر أين الرجال) (هذا أبو القاسم في نعشه * قوموا انظروا كيف تزول الجبال)
(٢١٤)