وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
وله معه وقائع كثيرة حدث أحمد بن معاوية الباهلي عن عطاء الملك قال دخلنا المسجد الجامع فإذا على السارية مكتوب بخط جليل التي إليها أبو عبيدة يجلس (صلى الإله على لوط وشيعته * أبا عبيدة قل بالله آمينا) قال فقال لي أبو عبيدة امحه قلت لا أناله فركع وارتفعت على ظهره حتى محوته فقلت لم يبق إلا الطاء فقال الطامة في الطاء فمحوتها فلما جلس قال والله ما أتهم بهذا إلاالخبيث الماجن المتهتك يعني أبا نواس قال فبلغ قوله أبا نواس فحلف أنه لم يفعل ذلك فقبل يمينه وكان أبو عبيدة يحب أبا نواس ويقدمه لظرفه وأدبه وكان أبو نواس يتعلم من أبي عبيدة ويشنأ الأصمعي ويهجوه فقيل له ما تقول في الأصمعي فقال بلبل في قفص قيل فما تقول في خلف الأحمر قال جمع العلم وفهمه قيل فما تقول في أبي عبيدة قال ذاك أديم طوي على علم وكان بمصر رجل يعرف بالحسن بن عمر الأجهري يقول الشعر الضعيف وكان ناقص العقل فقيل له إن أردت أن يعلو شأنك في الشعر فاهج أبا نواس فأتاه وهو جالس في المجلس والناس حوله فأنشده (ألا قل للنواسي الضعيف * الحال والقدر) (خبرنا منك أحوالا * فلم نحمدك في الخبر) (وما روعت بالمنظر * ولكن رعت بالكدر) قال وكان هذا الشاعر من أوحش الناس صورة فنظر إليه أبو نواس وقال بم أهجوك وبأي شيء أصفك وقد سبقني الله تعالى إلى توحش منظرك وتقبيح مخبرك وهل أكون إن قلت شيئا إلا سارقا من ربي ومتكلفا
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»