وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ٥٤١
(تالله ما علقت محاسنك امرءا * إلا وعز على الورى استنقاذه) (أغريت حبك بالقلوب فأذعنت * طوعا وقد أودى بها استحواذه) (ما لي أتيت الحظ من أبوابه * جهدي فدام نفوره ولواذه) (إياك من طمع المنى فعزيزه * كذليله وغنيه شحاذه) منها (ذالية ابن دريد استهوى بها * قوما غداة نبت به بغداذه) (دانوا لزخرف قوله فتفرقت * طمعا بهم صرعاه أو جذاذه) (من قدر الرزق السني لك انما * قد كان ليس يضره إنفاذه) وهذه القصيدة من غرر القصائد والعجب أني رأيت صاحبنا عماد الدين أبا المجد إسماعيل المعروف بابن باطيش الموصلي قد ذكر هذه الأبيات في كتابه المغني الذي وضعه على كتاب المهذب في الفقه وفسر فيه غريبه وتكلم على أسماء رجاله فلما انتهى إلى ذكر أبي بكر محمد بن الحداد المصري الفقيه الشافعي وشرح طرفا من حاله قال بعد ذلك وكان مليح الشعر أنشدني بعض الفقهاء أبياتا من قصيدة عزاها إليه وذكر بعض هذه الأبيات المكتتبة هاهنا وما أوقعه في هذا إلا كون ظافر يعرف بالحداد والفقيه ابن الحداد فجمعتهما لفظة الحداد فمن هاهنا حصل الالتباس ومن شعره أيضا (رحلوا فلولا أنني * أرجو الإياب قضيت نحبي) (والله ما فارقتهم * لكنني فارقت قلبي)
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 535 536 537 538 539 540 541 542 543 » »»