وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ٥٢٩
(ولا تنكروا حزني عليه فإنني * تقشع عني وابل كنت آمله) (ولم لا نبكيه ونندب فقده * وأولادنا أيتامه وأرامله) (فيا ليت شعري بعد حسن فعاله * وقد غاب عنا ما بنا الله فاعله) (أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم * فيمكث أم تطوى ببين مراحله) وهي طويلة وكان قد دفن بالقاهرة ثم نقله ولده العادل من دار الوزارة التي دفن بها وهي المعروفة بانشاء الأفضل شاهان شاه المقدم ذكره وكان نقله في تاسع عشر صفر سنة سبع وخمسين في تابوت وركب خلفه العاضد إلى تربته التي بالقرافة الكبرى فعمل في ذلك الفقيه عمارة أيضا قصيدة طويلة أجاد فيها ومن جملتها في صفة التابوت (وكأنه تابوت موسى أودعت * في جانبيه سكينة ووقار) وله فيه مراث كثيرة وهذا الصالح هو الذي بنى الجامع الذي على باب زويلة بظاهر القاهرة 72 وأما ولده العادل رزيك فقد ذكرت في ترجمة شاور تاريخ هربه من القاهرة وكان قد حمل معه من الذخائر ما لا يحصى ومعه أهله وحاشيته واستجار بسليمان وقيل بيعقوب بن النيص اللخمي وكان من خواص أصحابهم وحصل من جهتهم نعمة وافرة فأنزلهم عنده وهو بإطفيح وسار من ساعته إلى شاور وأعلمه بهم فندب معه جماعة ومضوا إلى العادل وأخذوه أسيرا وأحضروه إلى باب شاور فوقف زمانا طويلا ثم حبسه ثم قال شاور لابن النيص لقد خبأك الصالح ذخيرة صالحة لولده وأنا أخبؤك أيضا لولدي ثم شنقه وبقي العادل في الاعتقال مدة مديدة ثم قتله
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 535 536 537 ... » »»