وكان هو وأخوه الحسن من أعيان عصرهما وقد تقدم ذكر الحسن في حرف الحاء في ترجمة أبي تمام الطائي وأنه هو الذي ولاه بريد الموصل ولما مات أبو تمام رثاه الحسن بما ذكرته ثم ولم أظفر بتاريخ وفاته حتى أفرد له ترجمة وقد تقدم في خطبة هذا الكتاب أن مبناه على الوفيات وأن الذي أذكره من بعض أحوال من أذكره لم يكن إلا للإمتاع والتفكه لا غير لا أنه مقصود في نفسه وقد مدح هذين الأخوين خلق كثير من أعيان الشعراء مثل أبي تمام الطائي والبحتري ومن في طبقتهما ومن محاسن قول أبي تمام في سليمان المذكور من جملة قصيدة (كل شعب كنتم به آل وهب * فهو شعبي وشعب كل أديب) (إن قلبي لكم لكالكبد الحرى * وقلبي لغيركم كالقلوب) وسمع هذين البيتين بعض الأفاضل فقال لو كانا في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أليق فما يستحق هذا القول الإهم رضي الله عنهم وكان يقول إني أغار على أصدقائي كما أغار على حرمي ونظر يوما في المرأة فرأى شيبا كثيرا فقال عيب لا عدمناه وكان الحسن بن وهب لا يصحو من الشراب فقال له أخوه سليمان وقد رآه لا يشرب ذات يوم أراك عازفا قال نعم ولذلك لا أعده من عمري وأنشد بديها (إذا كان يومي غير يوم مدامة * ولا يوم قينات فما هو من عمري) (وإن كان معمورا بعود وقهوة * فذلك مسروق لعمري من الدهر) وكانت وفاة سليمان المذكور في سنة اثنتين وسبعين ومائتين يوم الأحد
(٤١٦)