فسير إليه زهير المذكور جوابه مع المطلوب (مولاي سيرت ما أمرت به * وهو يسير المداد والورق) (وعز عندي يسير ذاك وقد * شبهته بالخدود والحدق) وأخبرني بهاء الدين زهير المذكور أنه توجه إلى الموصل رسولا من جهة مخدومه الملك الصالح لما كان ببلاد الشرق وأنه كان ببلاد الموصل يومئذ صاحبنا الأديب شرف الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن خطاب المعروف بابن الحلاوي الموصلي الأصل الدمشقي المولد والدار فحضر إليه ومدحه بقصيدة طويلة أحسن فيها كل الإحسان وكان من جملتها قوله (تجيزها وتجيز المادحين بها * فقل لنا أزهير أنت أم هرم) وأنه لما رجع من الموصل اجتمع بجمال الدين بن مطروح المذكور فأوقفه على القصيدة المذكورة فأعجبه منها هذا البيت المذكور فكتب إليه البيتين المذكورين قلت وبيت ابن الحلاوي المذكور ينظر إلى قول ابن القاسم في الداعي سبأ ابن أحمد الصليحي أحد ملوك اليمن وكان شاعرا جوادا من قصيدة (ولما مدحت الهبرزي ابن أحمد * أجاز وكافاني على المدح بالمدح) (فعوضني شعرا بشعر وزادني * عطاء فهذا رأس مالي وذا ربحي) وأخبرني بهاء الدين أيضا أن مولده في خامس ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمكة حرسها الله تعالى وأخبرني مرة أخرى أنه ولد بوادي نخلة وهو بالقرب من مكة والله أعلم وهو الذي أملى علي نسبه على هذه الصورة وسطرت هذا الفصل وهو في قيد الحياة منقطعا في بيته بالقاهرة بعد موت مخدومه طيب الله قلبه وأجراه على أجمل عاداته وأخبرني أن نسبته
(٣٣٧)