223 داود الظاهري أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني الإمام المشهور المعروف بالظاهري كان زاهدا متقللا كثير الورع أخذ العلم عن إسحاق بن راهويه وأبي ثور وغيرهما وكان من أكثر الناس تعصبا للإمام الشافعي رضي الله عنه وصنف في فضائله والثناء عليه كتابين وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهرية وكان ولده أبو بكر محمد على مذهبه وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد قال أبو عبد الله المحاملي صليت صلاة العيد يوم فطر في جامع المدينة فلما انصرفت قلت في نفسي أدخل إلى داود بن علي فأهنيه وكان ينزل قطيعة الربيع قال فجئته وإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندبا وعصارة فيها نخالة وهو يأكل فهنأته وتعجبت من حاله ورأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء فخرجت من عنده ودخلت على رجل من محبي الصنيعة يقال له الجرجاني فلما علم بمجيئي خرج إلى حاسر الرأس حافي القدمين وقال لي ما عني القاضي أيده الله قلت مهم قال وما هو قلت في جوارك داود بن علي ومكانه من العلم ما تعلمه وأنت فكثير البر والرغبة في الخير تغفل عنه وحدثته بما رأيت منه فقال لي داود شرس الخلق أعلم القاضي أنني وجهت إليه البارحة ألف درهم مع غلام ليستعين بها في بعض أموره
(٢٥٥)