225 داود الطائي أبو سليمان داود بن نصير الطائي الكوفي سمع عبد الملك بن عمير وحبيب بن أبي عمرة وسليمان الأعمش ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عنه إسماعيل بن عيينة ومصعب بن المقدام وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم ودرس الفقه وغيره من العلوم ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة فلزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره وقدم بغداد في أيام المهدي ثم عاد إلى الكوفة وفيها كانت وفاته قال علي بن المديني سمعت ابن عيينة يقول داود الطائي ممن علم وفقه قال وكان يختلف إلى أبي حنيفة رضي الله عنه حتى تقدم في ذلك الكلام قال فأخذ يوما حصاة فحذف بها إنسانا فقال له يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك قال فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب فلما علم أنه تصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات ثم أقبل على العبادة وتخلى وقال عبيد بن جناد سمعت عطاء يقول كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه قال وكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن في بيته إلا بارية ولبنة يضع عليها رأسه وإجانة فيها خبز ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب وقال أبو سليمان الداراني ورث داود الطائي من أمه دارا فكان يتنقل في بيوت الدار كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره حتى أتى على عامة البيوت التي في الدار قال وورث من أبيه دنانير فكان يتنفق بها حتى كفن بآخرها
(٢٥٩)