221 خمارويه بن طولون أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وقد تقدم ذكر أبيه وجده في حرف الهمزة ولما توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه فولي وهو ابن عشرين سنة وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله وفي سنة ست وسبعين ومائتين تحرك الافشين محمد بن أبي الساج ديوداذ بن دوست من أمينية والجبال في جيش عظيم وقصد مصر فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق وانهزم الافشين واستأمن أكثر عسكره وسار خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الرقة ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة ولما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة بادر إليه خمارويه بالهدايا والتحف فأقره المعتضد على عمله وسأل خمارويه أن يزوج ابنته قطر الندى واسمها أسماء للمكتفي بالله بن المعتضد بالله وكان يوم ذاك ولي العهد فقال المعتضد بالله بل أتزوجها أنا فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين ودخل لها في آخر هذه السنة وقيل في سنة اثنتين وثمانين والله أعلم وكان صداقها ألف ألف درهم وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل حكي أن المعتضد خلا بها يوما للأنس في مجلس أفزده لها ما حضره سواها فأخذت منه الكأس فنام على فخذها فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة وخرجت وجلست في ساحة القصر فاستيقظ فلم يجدها فاستشاط غضبا ونادى بها فأجابته عن قرب فقال ألم أخلك إكراما لك ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر
(٢٤٩)