4 الأستاذ الإسفرايني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الإسفرايني الملقب بركن الدين الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي ذكره الحاكم أبو عبد الله وقال أخذ عنه الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور وأقر له بالعلم أهل العراق وخراسان وله التصانيف الجليلة منها كتابه الكبير الذي سماه جامع الحلى في أصول الدين والرد على الملحدين رأيته في خمسة مجلدات وغير ذلك من المصنفات وأخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه بإسفراين وبنيت له المدرسة المشهورة بنيسابور وذكره أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في سياق تاريخ نيسابور فقال في حقه أحد من بلغ حد الاجتهاد من العلماء لتبحره في العلوم واستجماعه شرائط الإمامة وكان طراز ناحية الشرق وكان يقول أشتهي أن أموت بنيسابور حتى يصلي علي جميع أهل نيسابور فتوفي بها يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربعمائة ثم نقلوه إلى إسفراين ودفن في مشهده رحمه الله تعالى واختلف إلى مجلسه أبو القاسم القشيري وأكثر الحافظ أبو بكر البيهقي الرواية عنه في تصانيفه وغيره من المصنفين رحمهم الله أجمعين وسمع بخراسان أبا بكر الإسماعيلي وبالعراق أبا محمد دعلج بن أحمد السجزي وأقرانهما وسيأتي الكلام على إسفراين في ترجمة الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد الإسفرايني 5 أبو إسحاق الشيرازي الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزاباذي الملقب جمال الدين سكن بغداد وتفقه على جماعة من الأعيان منهم أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن أمين وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوي وأبو القاسم منصور بن عمر الكرخي وغيرهم وصحب القاضي أبا الطيب الطبري كثيرا وانتفع به وناب عنه في مجلسه ورتبه معيدا في حلقته وصار إمام وقته ببغداد ولما بنى نظام الملك مدرسته ببغداد سأله أن يتولاها فلم يفعل فولاها لأبي نصر ابن الصباغ صاحب الشامل مدة يسيرة ثم أجاب إلى ذلك فتولاها ولم يزل بها إلى أن مات وقد بسطت القول في ذلك في ترجمة الشيخ أبي نصر عبد السيد بن الصباغ صاحب الشامل فليطلب منه وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي بالبرقاني الحافظ وأبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار وأبي الفرج محمد بن عبد الله الخرجوشي الشيرازي وغيرهم وصنف التصانيف المباركة المفيدة منها المهذب في المذهب والتنبيه في الفقه واللمع وشرحها في أصول الفقه والنكت في الخلاف والتبصرة والمعونة والتلخيص في الجدل وغير ذلك وانتفع به خلق كثير وله الشعر الحسن فمنه (سألت الناس عن خل وفي * فقالوا ما إلى هذا سبيل) (تمسك إن ظفرت بذيل حر * فإن الحر في الدنيا قليل)
(٢٨)