وسر القائد جوهر بذلك وكتب إلى المعز وبشره بذلك ولما دعا الخطيب على المنبر للقائد جوهر أنكر عليه وقال ليس هذا رسم موالينا وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في السابع من شهر رمضان سنة إحدى وستين وجمع فيه الجمعة قلت وأظن هذا الجامع هو المعروف بالأزهر بالقرب من باب البرقية بينه وبين باب النصر فإن الجامع الآخر بالقاهرة المجاور لباب النصر مشهور بالحاكم الآتي ذكره وأقام جوهر مستقلا بتدبير مملكة مصر قبل وصول مولاه المعز إليها أربع سنين وعشرين يوما ولما وصل المعز إلى القاهرة كما هو في ترجتمه خرج جوهر من القصر إلى لقائه ولم يخرج معه شيئا من آلته سوى ما كان عليه من الثياب ثم لم يعد إليه ونزل في داره بالقاهرة وسيأتي أيضا طرف من خبره في ترجمة مولاه المعز إن شاء الله تعالى وكان ولد ولده الحسين قائد القواد للحاكم صاحب مصر وكان قد خالف على نفسه من الحاكم فهرب هو وولده وصهره القاضي عبد العزيز بن النعمان وكان زوج أخته فأرسل الحاكم من ردهم وطيب قلوبهم وآنسهم مدة مديدة ثم حضروا إلى القصر بالقاهرة للخدمة فتقدم الحاكم إلى راشد الحقيقي وكان سيف النقمة فاستصحب عشرة من الغلمان الأتراك وقتلوا الحسين وولده وصهره القاضي وأحضروا رأسيهما إلى بين يدي الحاكم وكان قتلهم في سنة إحدى وأربعمائة رحمهم الله تعالى وقد تقدم خبر الحسين في ترجمة برجوان
(٣٨٠)