وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٣٤١
(وما هي إلا دولة بعد دولة * تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى) (إذا نزلت هذا منازل رفعة * من الملك حطت ذا إلى غاية سفلى) وقال صالح بن طريف فيهم (يا بني برمك واها لكم * ولأيامكم المقتبله) (كانت الدنيا عروسا بكم * وهي اليوم ثكول أرمله) ولولا خوف الإطالة لأوردت طرفا كبيرا من أقوال الشعراء فيهم مديحا ورثاء وقد طالت هذه الترجمة ولكن شرح الحال وتوالي الكلام أحوج إليه ومن أعجب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما حكاه محمد بن غسان بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة قال دخلت على والدتي في يوم نحر فوجدت عندها امرأة برزة في ثياب رثة فقالت لي والدتي أتعرف هذه قلت لا قالت هذه أم جعفر البرمكي فأقبلت عليها بوجهي وأكرمتها وتحادثنا زمانا ثم قلت يا أمه ما أعجب ما رأيت فقالت لقد أتى علي يا بني عيد مثل هذا وعلى رأسي أربعمائة وصيفة وإني لأعد ابني عاقا لي ولقد أتى علي يا بني هذا العيد وما مناي إلا جلدا شاتين أفترش أحدهما وألتحف الآخر قال فدفعت إليها خمسمائة درهم فكادت تموت فرحا بها ولم تزل تختلف إلينا حتى فرق الموت بيننا والعمر بضم العين المهملة وسكون الميم وبعدها راء هكذا وجدته مضبوطا في نسخه مقروءة مضبوطة وقال أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري في كتاب معجم ما استعجم قلاية العمر والعمر عندهم الدير والله أعلم
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»