(ونحن نخشى أنه وارث * ملكك إن غيبك اللحد) (ولن يباهي العبد أربابه * إلا إذا ما بطر العبد) فلما وقف الرشيد عليها أضمر له السوء وكان من الأسباب أيضا ما تعده العامة سيئا وهو أقوى الأسباب ما سمع من يحيى بن خالد وهو يقول وقد تعلق بأستار الكعبة في حجته اللهم إن ذنوبي جمة عظيمة لا يحصيها غيرك اللهم إن كنت تعاقبني لذلك فاجعل عقوبتي في الدنيا وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى تبلغ رضاك ولا تجعل عقوبتي في الآخرة فاستجيب له وقد رثتهم الشعراء بمرات كثيرة وذكرت أيامهم فمما استحسن من مراثيهم قول أشجع السلمي من أبيات (كأن أيامهم من حسن بهجتها * مواسم الحج والأعياد والجمع) وحكى ابن بدرون أن علية بنت المهدي قالت للرشيد بعد إيقاعه بالبرامكة يا سيدي ما رأيت لك يوم سرور تام منذ قتلت جعفرا فلأي شيء قتلته فقال لها يا حياتي لو علمت أن قميصي يعلم السبب في ذلك لمزقته وكان قتل الرشيد لجعفر بموضع يقال له العمر من أعمال الأنبار في يوم السبت سلخ المحرم وقيل مستهل صفر سنة سبع وثمانين ومائة وذكر الطبري في تاريخه أن الرشيد لما حج سنة ست وثمانين ومائة ومعه الرامكة وقفل راجعا من مكة وافق الحيرة في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة فأقام في قصر عون العبادي أياما ثم شخص في السفن حتى نزل العمر الذي بناحية الأنبار فلما كان ليلة السبت سلخ المحرم أرسل أبا هاشم مسرورا الخادم ومعه أبو عصمة حماد بن سالم في جماعة من الجند فأطافوا بجعفر ودخل عليه مسرور وعنده ابن بختيشوع الطبيب وأبو زكار المغني
(٣٣٦)