ذكر أخبار إصبهان - الحافظ الأصبهاني - ج ١ - الصفحة ٤٠
ماربين لأنهم بصروا بحية ارتفعت من الأرض فقيل ليوشع مار بين أي انظر إلى الحية فسمى ماربين بها * حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن محمد بن فورك ثنا علي بن عاصم ثنا شاذة بن المسور ثنا نصير بن الأزهر ثنا أبو عبيد محمد بن أحمد ثنا محمد بن يحيى الناجي قال وجدت في بعض الكتب عن وهب بن منبه زعم أن نمروذ بن كنعان كتب في البلاد يستمدهم لمحاربة ربه تعالى فأجابوه كلهم إلا أهل إصبهان فإنهم قالوا نحن لا طاقة لنا بمحاربة رب العالمين أو قال رب السماء قال فشكر الله لهم فطيب ماءهم وطيب فواكههم وطيب هواءهم * سمعت أبا محمد بن حيان يقول سمعت من يحكى عن إبراهيم ابن محمد النحوي قال خرج قوم من أهل إصبهان إلى ذي الرئاستين في حوائج لهم فقال لهم ذو الرئاستين من أين أنتم قالوا من أهل إصبهان قال أنتم من الذين لا يزال فيهم ثلاثون رجلا مستجابي الدعوة قالوا وكيف ذاك قال إن نمروذ بن كنعان لما أراد أن يصعد إلى السماء كتب في البلدان يدعوهم إلى محاربة رب العالمين فأجابوه كلهم إلا أهل إصبهان فحمل منهم ثلاثين رجلا مقيدين فلما أن نظروا إلى وجه إبراهيم صلى الله عليه آمنوا به فقال إبراهيم اللهم اجعل أبدا بإصبهان ثلاثين رجلا يستجاب دعاؤهم فلا يزال بإصبهان ثلاثون رجلا يستجاب دعاؤهم وكان نمروذ أول من ملك من الملوك الذين ملكوا الدنيا شرقا وغربا وهو نمروذ بن كوش بن كنعان بن حام * وقال بعض النسابة ابن سخاريب بن كنعان بن كوش بن حام وهو صاحب النسور وهو الذي حاج إبراهيم في ربه بقى في ملكه سبعين سنة لا يمسه أحد ولا يمس أحدا من الناس وهو أول من لبس التاج وبنى الصرح لمحاربة رب السماء وهو أول من جمع الناس لذلك فيما حدثناه أبو بكر أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر أخبرني عبد الله بن زياد بن سمعان أخبرني بعض من قد قرأ الكتب أن نمروذ كتب إلى القبائل والعشائر والبلاد وكل ملك ما بين المشرق إلى المغرب ذلت له ملوك الأرض
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»