وكان ينزل أرض السواد قال فجمعهم فلما اجتمعوا وكان لا يظهر للناس قال فجلس لهم فقال لهم أتعلمون لم دعوتكم وجمعتكم قالوا لا قال فإنه قد بلغني أنه كان قبلكم أمم وقرون وأن في السماء ملكا أهلكهم أرسل عليهم الطوفان وإني أرى من الرأي أن أبني صرحا فارتفع إلى السماء فيكون الملك لي أو له فإن كان لي أمنتم من بأسه وإن لم يكن لي أمنتم قالوا رأينا لرأى الملك قال فخرجوا يأتمرون في موضع الصرح فأصبحوا وقد تبلبلت ألسنتهم لا يعرف أحد لغة صاحبه فلم يتهيأ له * وقال مجاهد إنما تبلبلت الألسن يوم جعل الله النار على إبراهيم بردا وسلاما * حدثنا أبو بكر [أحمد] بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر قال وذكر ابن السندي عن أبيه عن مجاهد أن نمروذ بنى الصرح فارتفع في السماء صرح له سبعة آلاف درجة قال وجعل يرمى في السماء فرجع إليه نبله مختضبا دما فأرسل إلى أهل الأرض إني قتلت ملك السماء فبعث الله جبريل عليه السلام فصاح في أسفل الصرح صيحة فصار رميما وسقط عن صرحه على مزبلة تصيب خياشيمه وشفته عذرة إنسان حتى انغمس فيها هوانا منه على الله ونزلت هذه الآية فيه فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق بن ملة ثنا محمد بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم السجستاني قال سمعت الأصمعي يقول إصبهان سرة العراق * حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمرو الطهراني المؤدب ثنا عمر بن أحمد السامري الخزاز ثنا أحمد بن الحسن الواسطي ثنا أحمد بن محمد ابن غالب غلام الخليل ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة في قول الله عز وجل قال لما قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طا؟ عين أجابه أرض إصبهان فإصبهان فم الدنيا ولسانها * حدثنا سليمان بن أحمد إملاء قال سمعت عبد الله بن محمد بن عمران يقول سمعت عبد الرحمن بن عمر رسته يقول سمعت محمد بن يوسف يقول خيار أهل إصبهان من خيار الناس
(٤١)