حائز الشهادة ومقبول القول إلى أن توفى رحمه الله وكانت وفاته سنة خمس وسبعين ومائتين في ذي الحجة ثم ولى القيام بعده أبو عبد الله محمد بن عاصم ابن يحيى ولاه القيام [به] أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم وكتب له به سجلا اشهد فيه على نفسه * ذكر فتح إصبهان كان فتحها آخر سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين من الهجرة * حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني النهاس بن قهم عن القاسم بن عوف الشيباني عن أبيه عن السائب بن الأقرع قال زحف للمسلمين على عهد عمر بن الخطاب زحف لم يزحف لهم بمثله قط زحف لهم أهل ماه وأهل إصبهان وأهل همذان وأهل الري وأهل قومس وأهل آذربيجان وأهل نهاوند فلما جاء عمر الخبر جمع الناس فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه وقال إنه زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قط زحف لهم أهل ماه وأهل إصبهان وأهل الري وقومس وآذربيجان ونهاوند وهمذان فقوموا فتكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا فتفشغ بنا الأمور ولا ندري بأيها نأخذ * قال فقام طلحة بن عبيد الله وكان من خطباء قريش فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام وأنت أمير المؤمنين أفضلنا رأيا وأعلمنا ثم جلس * فقام الزبير بن العوام فحمد الله وأثنى عليه فقال أما بعد يا أمير المؤمنين فهذا يوم له ما بعده من الأيام وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك وتكلم بنحو كلام صاحبه ثم جلس * وقام عثمان بن عفان فحمد الله وأثنى عليه فقال أما بعد فهذا يوم له ما بعده من الأيام وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك بأهل الحجاز وبأهل الشأم والعراق حتى تلقاهم بنفسك فإنك أبعد العرب صوتا وأعظمهم منزلة * ثم قام علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه فقال أما بعد
(١٩)