وكان من حديث زيد أنه كان اتهم هو ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وداود بن علي بن عبد الله بن عباس في عدة من قريش أن يزيد بن خالد كان استودعهم مالا، وكتب فيهم يوسف بن عمر إلى هشام، فبعث إلى يوسف بن عمر بهم، فجمع بينهم وبين يزيد بن خالد، فقال: ما لي قبلهم مال، ولا استودعتهم شيئا قط، فبسط عليه يوسف فعذبه يومئذ عذابا أراد به قتله. ثم كتب إلى هشام فكتب إليه هشام يأمره أن يحلفهم بعد صلاة العصر في المسجد الجامع أنه لم يستودعهم مالا، فإن حلفوا خل سبيلهم.
وغشيت الشيعة زيدا، فلم يزالوا به يزينون له الخروج حتى خرج، وقد أحصي من بايعه فبلغوا بالكوفة وحدها، سوى من بالسواد وواسط، خمسة عشر ألف رجل، ولم يوافه عند خروجه إلا نحو من مئتي رجل، يزيدون قليلا. فأصيب زيد وأصحابه، وصلب بالكناسة ووضع عليه حرس يحرسونه لئلا يسرق جسده، ومضى يحيى ابنه هاربا إلى خراسان فأتى سرخس (1) ونزل بيزيد بن عمر، أخي تميم بن عمر، فأقام عنده نحوا من ستة أشهر ثم شخص [111 أ] إلى بلخ فنزل بالحريش بن أبي الحريش البكري فكان عنده.
ومضى أبو هاشم إلى خراسان فبدأ بجرجان فأقام بها نحوا من شهر (2) ثم شخص إلى مرو، فلما قدمها نزل بكامل بن المظفر، واختلفت الشيعة إليه وأطافت به وانتشر بعض حديثه، فأتى آت نصر بن سيار (3).