فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٨٩
إليها دلوكة ابنة زباء أنا قد احتجنا إلى سحرك وفزعنا إليك ولا نأمن أن تطمع فينا الملوك فاعملي لنا شيئا نغلب به من حولنا فقد كان فرعون يحتاج إليك فكيف وقد ذهب أكابرنا وبقي أقلنا فعملت بربا من حجارة في وسط مدينة منف وجعلت له أربعة أبواب كل باب منها إلى جهة القبلة والبحر والغرب والشرق وصورت فيه صور الخيل والبغال والحمير والسفن والرجال وقالت لهم قد عملت لكم عملا يهلك به كل من أرادكم من كل جهة تؤتون منها برا وبحرا وهذا ما يغنيكم عن الحصن ويقطع عنكم مؤنته فمن أتاكم من أي جهة فإنهم إن كانوا في البر على خيل أو بغال أو إبل أو في سفن أو رجالة تحركت هذه الصور من جهتهم التي يأتون منها فما فعلتم بالصور من شيء أصابهم ذلك في أنفسهم على ما تفعلون بهم فلما بلغ الملوك حولهم أن أمرهم قد صار إلى ولاية النساء طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم فلما دنوا من عمل مصر تحركت تلك الصور التي في البربا فطفقوا لا يهيجون تلك الصور بشيء ولا يفعلون بها شيئا إلا أصاب ذلك الجيش الذي أقبل إليهم مثله إن كانت خيلا فما فعلوا بتلك الخيل المصورة في البربا من قطع رؤوسها أو سوقها أو فقء أعينها أو بقر بطونها أثر مثل ذلك بالخيل التي أرادتهم وإن كانت سفنا أو رجالة فكمثل ذلك وكانوا أعلم الناس بالسحر وأقواهم عليه وانتشر ذلك فتناذرهم الناس وكان نساء أهل مصر حين غرق من غرق منهم مع فرعون من أشرافهم ولم يبق إلا العبيد والأجراء لم يصبرن عن الرجال فطفقت المرأة تعتق عبدها وتتزوجه وتتزوج الأخرى أجيرها وشرطن على
(٨٩)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»