يوسف صلى الله عليه وسلم عمرت حتى صارت عجوزا كبيرة ذاهبة البصر فلما أسرى موسى صلى الله عليه وسلم ببني إسرائيل غشيتهم ضبابة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه وقيل لموسى لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف قال ومن يدري أين موضعها قالوا بنته عجوز كبيرة ذاهبه البصر تركناها في الديار قال فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت موسى قال موسى قالت ما ردك قال أمرت أن أحمل عظام يوسف قالت ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم قال دليني على عظام يوسف عليه السلام قالت لا أفعل إلا أن تعطيني ما سألتك قال فلك ما سألت قالت خذ بيدي فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطىء النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت إنا كنا دفناه من ذلك الجانب فأخصب ذلك الجانب وأجدب هذا الجانب فحولناه إلى هذا الجانب فأخصب هذا الجانب وأجدب ذلك الجانب الآخر فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناها في وسط النيل فأخصب الجانبان جميعا قال فحمل موسى الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فألحقها بالعسكر وقال لها سلي ما شئت قالت فإني أسألك أن أكون أنا وأنت في درجه واحدة في الجنة وترد علي شبابي وبصري حتى أكون شابة كما كنت قال فلك ذلك
(٨٠)