فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٦٩
لهم هلموا ما شئتم من أي شيء أختبره به وكانت الفيوم يومئذ تدعى الجوبة وإنما كانت لمصالة ماء الصعيد وفضوله فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحون بها يوسف صلى الله عليه وسلم فقالوا لفرعون سل يوسف أن يصرف ماء الجوبة عنها ويخرجه منها فتزداد بلدا إلى بلدك وخراجا إلى خراجك فدعا يوسف صلى الله عليه وسلم فقال قد تعلم مكان ابنتي فلانة مني وقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا وأني لم أصب لها إلا الجوبة وذلك أنه بلد بعيد قريب لا يؤتي من وجه من الوجوه إلا من غابة وصحراء وكذلك هي ليست تؤتى من ناحية من النواحي من مصر إلا من مفازة وصحراء قال غير هشام فالغيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد لأن مصر لا تؤتى من ناحية من النواحي إلا من صحراء أو مفازة قال هشام في حديثة قال الملك وقد اقطعتها إياها فلا تتركن وجها ولا نظرا إلا بلغته فقال يوسف صلى الله عليه وسلم نعم أيها الملك متى أردت ذلك فابعث إلي فإني إن شاء الله فاعل قال إن أحبه إلي وأوفقه أعجله فأوحي إلى يوسف صلى الله عليه وسلم أن يحفر ثلاثة خلج خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا شرقيا من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا غربيا من موضع كذا إلى موضع كذا فوضع يوسف صلى الله عليه وسلم العمال فحفر خليج المنهى من أعلى أشمون إلى اللاهون وأمر البنائين أن يحفروا اللاهون وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي وحفر خليجا بقرية يقال لها تيهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي فخرج
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»