فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٣٦٣
وكان رجلا صالحا فغزا عبد الرحمن إفرنجة وهم أقاصي عدو الأندلس فغنم غنائم كثيرة وظفر بهم وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفصصة بالدر والياقوت والزبرجد فأمر بها فكسرت ثم أخرج الخمس وقسم سائر ذلك في المسلمين الذين كانوا معه فبلغ ذلك عبيدة فغضب غضبا شديدا فكتب إليه كتابا يتواعده فيه فكتب إليه عبد الرحمن إن السماوات والأرض لو كانتا رتقا لجعل الرحمن للمتقين منهما مخرجا ثم خرج إليهم غازيا فأستشهد وعامة أصحابه وكان قتله فيما حدثنا يحيى عن الليث في سنة خمس عشرة ومائة عبد الملك بن قطن الفهري فولى عبيدة على الأندلس بعده عبد الملك بن قطن ثم خرج عبيدة إلى هشام بن عبد الملك وخرج معه بهدايا وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائة حدثنا يحيى بن بكير عن الليث بن سعد قال كان قدوم عبيدة بن عبد الرحمن من أفريقية سنة خمس عشرة ومائة وفيها أمر ابن قطن على الأندلس وكان فيما خرج به من العبيد والإماء ومن الجواري المتخيرة سبع مائة جارية وغير ذلك من الخصيان والخيل والدواب والذهب والفضة والأنية واستخلف على أفريقية حين خرج عقبة بن قدامة التجيبي فقدم على هشام بهداياه واستعفاه فأعفاه وكتب إلى عبيد الله بن الحبحاب وهو عامله على مصر يأمره بالمصير إلى أفريقية وولاه إياها وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة ومائة فقدم عبيد الله بن الحبحاب أفريقية فأخرج المستنير من السجن وولاه تونس واستعمل ابنه إسماعيل بن عبيد الله على السوس واستخلف ابنه القاسم بن عبيد الله على مصر واستعمل على الأندلس عقبة بن الحجاج وعزل عبد الملك بن قطن ويقال بل كان الوالي على الأندلس يومئذ عنبسة بن سحيم الكلبي فعزله ابن الحبحاب وولى عقبة بن الحجاج فهلك عقبة بن الحجاج بالأندلس فرد عبيد الله عليها عبد الملك بن قطن وغزى عبيد الله حبيب بن أبي عبيدة الفهري السوس وأرض السودان فظفر بهم ظفرا لم ير مثله وأصاب ما شاء من ذهب وكان فيما أصاب جارية أو جاريتان من جنس تسميه البربر إجان ليس لكل واحدة منهن إلا ثدي واحد ثم غزاه أيضا البحر ثم انصرف
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 363 364 365 366 367 368 ... » »»