فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٢٥٧
عبد العزيز بن مروان خيلا فيها الخطار قال وقد طالت معرفته وذنبه فلما صارت إليهم الخيل لم يجدوا من يعرف الخطار فقالوا ابنة لبيد فبعث به عبد العزيز إليها فقالت لمن أتاها إني امرأة فآخرجوا عني حتى أنظر إليه ففعلوا فخرجت فنظرت إليه فعرفته فقالت والله لا يركبك أحد بعد أبي سويا ثم قطعت أذني الفرس وهلبت ذنبه ثم قالت هو هذا خذوه لا بارك الله لكم فيه فصار لعبد العزيز بن مروان فاتخذه للفحلة فكان منه الذائد ثم كان من الذائد الفرقد فهو أبو الخيل الفرقدية ولم يعرق الفرقد في شيء من خيل مصر إلا جاء سابقا وكان أهل مصر لما بلغ مروان بن الحكم القاصرة وجهوا إليه عقبة بن شريح بن كليب المعافري ومطير بن يزيد التجيبي طليعة لهم ومطير يومئذ على الخطار فرس لبيد بن عقبة السومي فدخلا في عسكر مروان وجولا فيه ثم إن شيخا من أهل العسكر نذر بهما واستنكر هيئتهما فقال والله إني لأنكر سحنة هذين الفرسين وما أرى على صاحبيهما شحوب السفر فكرا راجعين إلى الفسطاط فمرا بناقة صرصرانية في ناحية العسكر لبشر بن مروان فطرداها فلما لحقتهما الخيل قال مطير لعقبة اطرد الناقة وأنا أكفيك وكر مطير فقاتلهم حتى ولوا عنه ثم لحق صاحبه ثم لحقته الخيل أيضا ففعل مثل ذلك حتى وصلا إلى الفسطاط فسألوهما عن الخبر فقالا حتى تنحروا الناقة وتأكلوا لحمها وهي أول غنيمة فنحرت الناقة وأكل لحمها ثم أخبراهم الخبر وأنهم أقوى من الرجل
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»