فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٢٣٦
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال أخذ مسلمة بن مخلد الناس ببناء منار المساجد ووضع ذلك عن خولان لأنه كان صاهر إليهم وأسقط ذلك عنهم ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي وهو يومئذ واليه على أهل مصر وكانت ولاية قرة بن شريك مصر في سنة تسعين قدمها يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول وعزل عبد الله بن عبد الملك وفي ذلك يقول الشاعر من الرمل (عجبا ما عجبت حين أتانا * أن قد أمرت قرة بن شريك) (وعزلت الفتى المبارك عنا * ثم فيلت فيه رأي أبيك) فهدمه كله وبناه هذا البناء وزوقه وذهب رؤوس العمد التي في مجالس قيس وليس في المسجد عمود مذهب الرأس إلا في مجالس قيس وحول المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل فكان الناس يصلون فيها صلوات ويجمعون فيها الجمع حتى فرغ من بنيانه والقبلة في القيسارية إلى اليوم وكانت القبة التي في وسط الجزيرة بين الجسرين في المسجد الجامع ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك في سنة ثلاث عشرة ومائتين وأدخل فيه دار الرمل كلها إلا ما بقي منها من دار الضرب ودخلت فيه دار ابن رمانة وغيرها من بعض الخطط التي ذكرناها
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»