العثمانية - الجاحظ - الصفحة ٢٥
فصل: ولذلك كان جبير بن مطعم أعلم قريش بالعرب بعد أبي بكر، لأنه كان المتولى لتأديبه وتثقيفه، وقد كان أبو بكر قد سمى عائشة له (1).
للذي رأى من حسن أثره عليه.
(* وكان أبو بكر. مع علمه بالناس وحسن معرفته، ذا مال كثير ووجه عريض (2)، وتجارة واسعة، وكان جميلا عتيقا (3)، ومزورا مغشيا، ومحببا أديبا صاحب ضيافات (4)، ويعين في الحمالات، ويجتمع إلى مجلسه كبراء أهل مكة، لما يجدون عنده من طريف الحديث وغريب الشعر، حتى كان مثل عتبة وشيبة (5) يجلسان إليه، ويعجبان بحديثه، ثم يتخذ لهم ما يتحدثون عليه ويطول مجلسهم به، من شراب العسل والزبيب

= أبى أزيهر وهو بسوق ذي المجاز فقتله. السيرة 273 - 275. وكان يزيد بن أبي سفيان قد خرج فجمع بني هاشم ليثأر لأبي أزبهر جار أبيه. فمنعه أبو سفيان وضربه، فعير بذلك، وكان نهزة لحسان بن ثابت يحرض في دم أبى أزيهر ويعير أبا سفيان خفرته وتجبنه فقال:
غدا أهل ضوجى ذي المجاز كليهما * وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو كساك هشام بن الوليد ثيابه * فأبل وأخلق مثلها جددا بعد قضى وطرا منه فأصبح ماجدا * وأصبحت رخوا ما تخب وما تعدو فلو أن أشياخا ببدر تشاهدوا * لبل نعال القوم معتبط ورد وانظر كتاب نسب قريش 323.
(1) أي سماها لتكون زوجة له، وعده بذلك. وفى الإصابة 701 قسم النساء:
" كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له " و " قال أبو بكر: كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير ".
(2) الوجه: الجاه، ويقال رجل موجه ووجيه: ذو جاه.
(3) العتيق: الكريم الرائع من كل شئ.
(4) في الأصل: " صافات " تحريف.
(5) عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أما عتبة فقتل يوم بدر، قتله حمزة. وأما شيبة فقتله عبيدة بن الحارث. وذفف عليه حمزة وعلى. مغازى الواقدي 113.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»