العثمانية - الجاحظ - الصفحة ١٤١
من ذلك أنهم نقلوا عن النبي صلى الله عليه أنه قال: " كم من ذي طمرين (1) لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره، منهم البراء بن مالك ".
وهذا كلام عظيم إن كان حقا، وليس عندنا فيه إلا أن نرده إلى الله ورسوله.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في رجال كلاما لو كان قاله في أبى بكر وعلى لكان أصحابهما سيجعلونه في أول ما يحتجون به في الإمامة والتفضيل مثل قول النبي صلى الله عليه: " رضيت لامتى ما رضى لها ابن أم عبد، وكرهت لها ما كره (2) ".
ومن ذلك قوله: " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ".
وقوله في طلحة يوم أحد، حين واتاه السهم فوقى النبي صلى الله عليه فقال، حين أصابه السهم: حس (3)! فقال النبي صلى الله عليه:
" لو قال باسم الله لرفعته الملائكة ".
ومن ذلك دخول عثمان عليه وهو مكشوف الفخذ، فغطاها، فقيل له: يا رسول الله، لم تغطها من أبى بكر وعمر وغطيتها عند دخول عثمان. فقال: " كيف لا أستحي ممن تستحى منه الملائكة ".
وقال: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ (4) ".

(1) الطمر: الثوب الخلق. يقول: رب ذي ثوبين خلقين أطاع الله حتى لو سأل الله تعالى أجابه. ويروى: " رب أشعث أغبر لا يؤبه له ".
(2) انظر ما سبق في ص 86.
(3) حس: كلمة تقال عند الوجع.
(4) وفيه يقول حسان " الكامل 778 ":
وما اهتز عرش الله من موت هالك * سمعنا به إلا لسعد أبى عمرو
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»