لكني غيرت هنا نسقها الذي وردت عليه لتساير نصوص العثمانية على ترتيبها المطرد.
أصول كتاب العثمانية:
لم يكن هذا الكتاب معروفا، عرف معرفة تاريخية فحسب، ولم تنشر المطبعة إلا الفصول التي أوردها ابن أبي الحديد، وما إن علمت بأن معهد المخطوطات للجامعة العربية قد اجتلب صورة منه، حتى بادرت إلى طلب صورة منها، تمهيدا لنشره في " مكتبة الجاحظ " التي بدأت العمل في تحقيقها سنة 1357.
وأصل هذه النسخة مودع في مكتبة كوبر بلى بتركيا برقم 815. وهى نسخة مجهولة التاريخ توشك أن تكون من مخطوطات القرن السادس الهجري. ومع جودة خطها هي كثرة التحريف. ومع هذا التحريف نجد منهج كتابتها خاضعا لمنهج الأقدمين من وضع علامات لاهمال الحروف مثل (7) أو تقييدها وضبطها مثل (ح) و (ع). وكثيرا ما يترك الناسخ إعجام بعض الحروف مثل (برى) و (بدا) ثقة بذهن القارئ أو مطاوعة لأصل نسخته.
وهذه النسخة هي التي عبرت عنها في الحواشي بكلمة (الأصل).
أما النسخة الثانية فهي مقتطفات من " العثمانية " وردت في مجموعة عنوانها " مختارات فصول الجاحظ " من اختيار عبيد الله بن حسان. كتبت هذه النسخة سنة 1294 باسم خزانة مسيو كريمر النمساوي.
وأصل هذه المجموعة محفوظ في مكتبة المتحف البريطاني برقم 1129، وصورتها مودعة بمكتبة جامعة القاهرة برقم 24069. ويبدأ الاختيار فيها من العثمانية في الورقة 161.
وهذه الفصول المختارة من العثمانية لم ترد في المختارات المطبوعة في مصر بهامش كامل البرد.