عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٥٥٨
الأفاضل والعقلاء الأماثل من الناس كالذي يقول (رب ميت قد صار بالعلم حيا * ومبقى قد مات جهلا وغيا) (فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا * لا تعدوا البقاء في الجهل شيا) الخفيف وهذان البيتان هما لأبي القاسم بن الوزير أبي الحسن علي بن عيسى رضي الله عنهما وكان فيلسوفا قالهما ووصى بأن يكتبا على قبره لم أقصد به مخاطبة جميع الناس لا غير الفاضل منهم وقلت في ذلك كما قال جالينوس في كتابه في النبض الكبير ليس خطابي في هذا الكتاب لجميع الناس بل خطابي لرجل منهم يوازي ألوف رجال بل عشرات ألوف رجال إذ كان الحق ليس هو بأن يدركه الكثير من الناس لكن هو بأن يدركه الفهم الفاضل منهم ليعرفوا رتبتي في هذه العلوم ويتحققوا منزلتي من إيثار الحق جل وعلا من طلب القربة إلى الله في إدراك العلوم والمعارف النفسية ويعلموا تحققي بفعل ما فرضته هذه العلوم علي من ملابسة الأمور الدنيوية وكلية الخير ومجانية كلية الشر فيها فإن ثمرة هذه العلوم هو علم الحق والعمل بالعدل في جميع الأمور الدينوية والعدل هو محض الخير الذي يفعله يفوز أين العالم الأرضي وبنعيم الآخرة السماوي ويعتاض عن صعوبة ما يلقاه بذلك مدة البقاء المنقطع في دار الدنيا دوام الحياة منعما في الدار الأخرى وإلى الله تعالى أرغب في توفيقي لما فزت إليه وأزلف لديه أقول وكان تاريخ كتابة ابن الهيثم لهذه الرسالة في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة وكان تلوها أيضا بخطه ما هذا مثاله ما صنعه محمد بن الحسن بن الهيثم بعد ذلك إلى سلخ جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وأربعمائة تلخيص السماع الطبيعي لأرسطوطاليس مقالة لمحمد بن الحسن في المكان والزمان على ما وجده يلزم رأي أرسطوطاليس فيهما رسالة إلى أبي الفرج عبد الله بن الطيب البغدادي المنطقي في عدة معان من العلوم الطبيعية والإلهية نقض محمد بن الحسن علي أبي بكر الرازي المتطبب رأيه في الإلهيات والنبؤات مقالة له في أبطال رأي من يرى أن العظام مركبة من أجزاء كل جزء منها لا جزء له مقالة له في عمل الرصد من دائرة أفق بلد معلوم العرض كتاب له في إثبات النبوات وإيضاح فساد رأي الذين يعتقدون بطلانها وذكر الفرق بين النبي والمتنبي مقالة لمحمد بن الحسن في إيضاح تقصير أبي علي الحياتي في نقضه بعض كتب ابن الراوندي ولزومه ما ألزمه إياه ابن الراوندي بحسب أصوله وإيضاح الرأي الذي لا يلزم معه اعتراضات ابن الراوندي رسالة له في تأثيرات اللحون الموسيقية في النفوس الحيوانية مقالة في أن الدليل الذي يستدل به المتكلمون على حدوث العالم دليل فاسد والاستدلال على حدوث العالم بالبرهان الاضطراري والقياس الحقيقي مقالة له يرد فيها على المعتزلة رأيهم في حدوث صفات الله تبارك وتعالى رسالة له في الرد على المعتزلة رأيهم في الوعيد جواب له عن مسألة هندسية سئل عنها ببغداد في شهور سنة ثمان عشرة وأربعمائة
(٥٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 ... » »»