أبو عبد الله الندرومي هو أبو عبد الله محمد بن سحنون ويعرف بالندرومي منسوبا إلى ندرومة من نظر مدينة تلمسان وهو كومي أيضا ينسب إلى قبيله جليل القدر فاضل النفس محب للفضائل حاد الذهن مفرط الذكاء ومولده بقرطبة في نحو سنة ثمانين وخمسمائة ونشأ بقرطبة ثم انتقل إلى أشبيلية وكان قد لحق القاضي أبا الوليد بن رشد واشتغل عليه بصناعة الطب واشتغل أيضا على أبي الحجاج يوسف بن موراطير والندرومي من جملة المتميزين في علم الأدب والعربية وسمع كثيرا من الحديث وخدم الناصر في آخر دولته بصناعة الطب وخدم بعده لولده المستنصر وأقام بأشبيلية وخدم بعد ذلك النجاء سالم بن هود ولأخيه أبي عبد الله بن هود صاحب الأندلس ولأبي عبد الله الندرومي من الكتب اختصار كتاب المستصفى للغزالي أبو جعفر أحمد بن سابق أصله من قرطبة وكان فاضلا ذكيا جيد النظر حسن العلاج موصوفا بالعلم وكان من طلبة القاضي أبي الوليد بن رشد ومن جملة المشتغلين عليه بصناعة الطب وخدم بالطب الناصر وتوفي في دولة المستنصر ابن الحلاء المرسي من مرسية وكان موصوفا بجودة المعرفة بصناعة الطب وخدم المنصور لما أتى إليه خدمة وافد وتوفي ببلده أبو إسحق بن طملوس من جزيرة شقر من أعمال بلنسية وهو من جملة الفضلاء في صناعة الطب وأحد المتعينين من أهلها وخدم الناصر بالطب وتوفي ببلده أبو جعفر الذهبي هو أبو جعفر أحمد بن جريج كان فاضلا عالما بصناعة الطب جيد المعرفة لها حسن التأني في أعمالها وخدم المنصور بالطب وكذلك أيضا خدم بعده الناصر ولده وكان يحضر مجلس المذاكرة في الأدب وتوفي أبو جعفر الذهبي بتلمسان عند غزوة الناصر إلى إفريقية سنة ستمائة
(٥٣٧)