عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٥٠٤
(فإن أك مجزيا بذنبي فإنني * بشر عقاب المذنبين جدير) (وإن يك عفو ثم عني ورحمة * فثم نعيم دائم وسرور) الطويل ولما كان أبو الصلت أمية بن عبد العزيز قد توجه إلى الأندلس قال ظافر الحداد الإسكندري وأنفذها إلى المهدية إلى الشيخ أبي الصلت من مصر يذكر شوقه إليه وأيام اجتماعهما بالإسكندرية (ألا هل لدائي من فراقك إفراق * هو السم لكن في لقائك درياق) (فيا شمس فضل غربت ولضوئها * على كل قطر بالمشارق إشراق) (سقى العهد عهدا منك عمر عهده * بقلبي عهد لا يضيع وميثاق) (يجدده ذكر يطيب كما شدت * وريقاء كنتها من الأيك أوراق) (لك الخلق الجزل الرفيع طرازه * وأكثر أخلاق الخليقة أخلاق) (لقد ضاءلتني يا أبا الصلت مذ نأت * ديارك عن داري هموم وأشواق) (إذا عزني إطفاؤها بمدامعي * جرت ولها ما بين جفني إحراق) (سحائب يحدوها زفير تجره * خلال التراقي والترائب تشهاق) (وقد كان لي كنز مع الصبر واسع * فلي منه في صعب النوائب إنفاق) (وسيف إذا جردت بعض غراره * لجيش خطوب صدها منه إرهاق) (إلى أن أبان البين أن غراره * غرور وإن الكنز فقر وإملاق) (أخي سيدي مولاي دعوة من صفا * وليس له من رق ودك إعتاق) (لئن بعدت ما بيننا شقة النوى * ومطرد طامي الغوارب خفاق) (وبيد إذا كلفتها العيس قصرت * طلائح إنضاها ذميل وإعناق) (فعندي لك الود الملازم مثل ما * يلازم أعناق الحمائم أطواق) (ألا هل لأيامي بك الغر عودة * كعهدي وثغر الثغر أشنب براق) (ليالي يدنينا جواب أعادنا * من القرب كالصنوين ضمهما ساق) (وما بيننا من حسن حظك روضة * بها حسدت منا المسامع أحداق) (حديث حديث كلما طال موجز * مفيد إلى قلب المحدث سباق) (يزجيه بحر من علومك زاخر * له كل بحر فائض اللج رقراق)
(٥٠٤)
مفاتيح البحث: عبد العزيز (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»