أقول ومما حكاه شرف الدين بن عنين أنه حصل من جهة فخر الدين بن خطيب الري وبجاهه في بلاد العجم نحو ثلاثين ألف دينار ومن شعره فيه قوله وسيرها إليه من نيسابور إلى هراة (ريح الشمال عساك أن تتحملي * خدمي إلى الصدر الإمام الأفضل) (وقفي بواديه المقدس وانظري * نور الهدى متألقا لا يأتلي) (من دوحة فخرية عمرية * طابت مغارس مجدها المتأثل) (مكية الأنساب زاك أصلها * وفروعها فوق السماك الأعزل) (واستمطري جدوى يديه فطالما * خلف الحيا في كل عام ممحل) (نعم سحائبها تعود كما بدت * لا يعرف الوسمي منها والولي) (بحر تصدر للعلوم ومن رأى * بحرا تصدر قبله في محفل) (ومشمر في الله يسحب للتقى * والدين سربال العفاف المسبل) (ماتت به بدع تمادى عمرها * دهرا وكاد ظلامها لا ينجلي) (فعلا به الإسلام أرفع هضبة * ورسا سواه في الحضيض الأسفل) (غلط أمرؤ بأبي علي قاسه * هيهات قصر عن هداه أبو علي) (لو أن رسطاليس يسمع لفظه * من لفظه لعرته هزة أفكل) (ويحار بطليموس لو لاقاه من * برهانه في كل شكل مشكل) (فلو أنهم جمعوا لديه تيقنوا * أن الفضيلة لم تكن للأول) (وبه يبيت الحلم معتصما إذا * هزت رياح الطيش ركني يذبل) (يعفو عن الذنب العظيم تكرما * ويجود مسؤولا وأن لم يسأل) (أرضى الإله بفضله ودفاعه * عن دينه وأقر عين المرسل) (يا أيها المولى الذي درجاته * ترنو إلى فلك الثوابت من عل) (ما منصب إلا وقدرك فوقه * فبمجدك السامي يهني ما تلي) (فمتى أراد الله رفعة منصب * أفضى إليك فنال أشرف منزل) (لا زال ربعك للوفود محطة * أبدا وجودك كهف كل مؤمل) الكامل
(٤٦٤)