عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٣٩١
(لا تهجرن القيء واهجر كل ما * كيموسه سبب إلى الإسقام) (إن الحمى عون الطبيعة مسعد * شاف من الأمراض والألام) (لا تشربن بعقب أكل عاجلا * أو تأكلن بعقب شرب مدام) (والقيء يقطع والقيام كلاهما * بهما وليس بنوع كل قيام) (وخذ الدواء إذا الطبيعة كررت * بالاحتلام وكثرة الأحلام) (وإذا الطبيعة منك نقت باطنا * فدواء ما في الجلد بالحمام) (إياك تلزم أكل شيء واحد * فتقود طبعك للأذى بزمام) (وتزيد في الأخلاط أن نقصت به * زادت فنقص فضلها بقوام) (والطب جملته إذا حققته * حل وعقد طبيعة الأجسام) (ولعقل تدبير المزاج فضيلة * يشفى المريض بها وبالأوهام) الكامل أقول وهذه القصيدة تنسب أيضا إلى الشيخ الرئيس ابن سينا وتنسب إلى المختار بن الحسن بن بطلان والصحيح أنها لمحمد بن المجلي لما قدمته من إنشاد سديد الدين محمود بن عمر لي مما أنشده مؤيد الدين بن العنتري لوالده مما سمعه منه ووجدت العنتري أيضا ذكرها في كتابه المسمى بالنور المجتنى وقال أنها له وقال أيضا أنشدنيها سديد الدين (وجودي به من كل نوع مركب * من العالم المعقول والمتركب) (فذهني مشكاة ونفسي زجاجة * تضيء بمصباح الحجا المتلهب) (ونوري من النور الإلهي دائما * يصب على ذاتي بغير تسكب) (وزيتي من الزيتونة العذب دهنها * تنزه عن وصف بشرق ومغرب) (كأني في وصفي منارة راهب * بقنديلها الشفاف أشرف كوكب) الطويل وقال أيضا (إذا إن غدا والنفس منه كجنة * يغرد في أرجائها كل طائر) (تدبرت السبع الطباق وفارقت * على شرف منها سجون العناصر) الطويل وقال أيضا (كأننا ممتزج لم يزل * من عالم النير والمظلم) (فبعضنا يختارها داره * وبعضنا يرقى إلى الأنجم) السريع
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»