يعرف بالملكي صنفه للملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة أبي علي حسن بن بويه الديلمي وهو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها وكان علي بن العباس المجوسي قد اشتغل بصناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار وتتلمذ له ولعلي بن العباس المجوسي من الكتب كتاب الملكي في الطب عشرون مقالة عيسى طبيب القاهر كان القاهر بالله وهو أبو منصور محمد بن المعتضد يعتمد على طبيبه هذا عيسى ويركن إليه ويفضي إليه بأسراره وتوفي عيسى طبيب القاهر بالله في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ببغداد وكان كف قبل موته بسنتين قال ثابت بن سنان في تاريخه وأعلمني أن مولده كان في النصف من جمادي الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين دانيال المتطبب قال عبيد الله بن جبرائيل كان دانيال المتطبب لطيف الخلقة ذميم الأعضاء متوسط العلم له إنسة بالمعالجة وكانت فيه غفلة وتبدد وكان قد استخصه معز الدولة لخدمته فدخل عليه يوما فقال له يا دانيال فقال لبيك أيها الأمير قال أليس عندكم أن السفرجل إذا أكل قبل الطعام أمسك الطبع وإذا أكل بعد الطعام أسهل قال بلى قال فأنا أكلته بعد الطعام عصمني قال له دانيال ليس هذا الطبع للناس فلكمه معز الدولة بيده في صدره وقال له قم تعلم أدب خدمة الملوك وتعال فخرج من بين يديه ونفث الدم ولم يزل كذلك مدة مديدة حتى مات قال عبيد الله وهذه من غلطات العلماء التي تهلك وإلا مثل هذا لا يخفى لأن هناك معدا ضعيفة لا يمكنها دفع ما فيها فإذا وردها السفرجل قواها وأعانها على دفع ما فيها فتجيب الطبيعة وقد شاهدت إنسانا إذا أراد القيء شرب الشراب المحلي أو سكنجبين السفرجل فتقيأ مهما أراد قال وحكى والدي جبرائيل إنه كان الأمير أبو منصور مهذب الدولة رحمه الله إذا شرب شراب السفرجل أسهله وهذه أمور أسبابها معروفة وإنما كانت غلطة من دانيال حتى هلك
(٣٢٠)